التعلّم المدمج (Blended Learning)
أولاً : مفهوم التعلّم المدمج
بالتعلّم المدمج على أنه استخدام التقانة الحديثة في التدريس دون
التخلي عن الواقع التعليمي المعتاد والحضور في غرفة
الصف، ويتمّ التركيز على التفاعل المباشر داخل غرفة الصف
عن طريق استخدام آليات الاتصال الحديثة، كالحاسوب والشبكات وبوابات الانترنت.
ويمكن وصف
هذا التعليم بأنه الكيفية التي تنظم بها
المعلومات والمواقف والخبرات التربوية التي تقدم للمتعلّم عن طريق الوسائط المتعددة
التي توفرها التقانة الحديثة أو تكنولوجيا المعلومات.
التعلّم المدمج هو أسلوب تدريسي يزاوج بين توظيف تكنولوجيا الحاسوب
والانترنت على وجه الخصوص، والأساليب الاعتيادية
التي ألفها المدرّسون، ففي هذا النوع من التعلّم يتمكن
المتعلّم من إعادة ما شرح له في اللقاء الصفي والتأمل في تعلّمه الذاتي بما يتناسب
مع قدراته.
ثانياً : مكونات التعلّم المدمج
التعلّم المدمج ليس جديداً، إلا أن
مكوناته كانت قاصرة في الماضي في الصفوف
الدراسية التقليدية. أما اليوم فإنه يمكن الدمج بين عدد كبير
من الطرائق والأنشطة التدريبية المختلفة لتشمل ولا تقتصر على ما يأتي:
1 - الصفوف
التقليدية.
2 - الصفوف
الافتراضية Virtual
Classrooms.
3 - البريد
الالكتروني
E.mail.
4 - صفحات الويب Web.
5 - المحادثة
الصوتية Chat.
6 - الحاسوب
والبرامج الحاسوبية على (CD , DVD).
7 - المنتديات
العلمية.
8 - مؤتمرات
الفيديو Video
Conference.
ثالثاً : ميّزات التعلّم المدمج
للتعلّم المدمج العديد من المزايا نلخصها فيما يأتي:
* التوظيف الحقيقي لتطبيقات
تكنولوجيا المعلومات في المواقف التدريسية من
حيث تصفح الانترنت والتعامل مع البريد الالكتروني
والمحادثة واستخدام مختلف برمجيات الحاسوب.
* تقليل نفقات التعلّم مقارنة
بالتعلّم الالكتروني، وتوفير جهد ووقت
المتعلّم والمعلّم مقارنة بالتعلّم التقليدي وحده.
* تمكين المتعلمين من الحصول على
متعة التعامل مع المدرسين وزملائهم
الطلبة وجهاً لوجه، مما يعزز العلاقات الاجتماعية والجوانب
الإنسانية بينهم.
* مراعاة الفروق الفردية بين
المتعلمين بحيث يمكن لكل متعلم السير في التعلّم
حسب حاجته وقدراته.
* اتساع رقعة التعلم لتشمل العالم
وعدم الاقتصار على الغرفة الصفية.
* إمكانية تعلم المهارات الجغرافية.
* يسمح للطالب بالتعلم في الوقت نفسه
الذي يتعلم فيه زملاؤه دون أن يتأخر
عنهم في حال عدم تمكنه من حضور الدرس لسبب ما.
* يحقق المتعلم من خلال هذا النوع من
التعلم أفضل النتائج، حيث تظهر بعض
المؤسسات التعليمية من تطبيقاتها الأولية للتعلم المدمج نتائج
استثنائية، إذ وجد أن تحقيق الأهداف التعليمية قد تحقق بوقت أقل بنسبة (50%) من
الاستراتيجيات التقليدية.
رابعاً : عوامل نجاح التعلم المدمج
1 - تحليل المحتوى: ويعدّ
مرشداً في عملية اختيار البدائل الأكثر مناسبة لنقل
المعرفة، فثمة العديد من المهارات التي لا يمكن أداؤها
بفاعلية إلا من خلال أنماط التدريب المباشرة وجهاً لوجه.
2 - التحليل المادي: وهو يؤدي
دوراً مهماً في اتخاذ القرارت بشأن طريقة
التوصيل المناسبة، فما يلقى على الطلبة في الصف أقل كلفة مما
يتلقونه عبر مؤتمرات الفيديو.
3 - تحليل الفئة المستهدفة: من
أجل التحقق من البدائل المتاحة لوسائل نقل
المعرفة التي ستكون أكثر فاعلية في تحقيق أهداف الأداء
المحددة.
4 - المشاركة في العمل: على
التعلم المدمج أن يجيد إمكانية المشاركة بين
المعلم والمتعلم من جهة، والمتعلمين جميعاً من جهة أخرى
كفريق عمل أو كفرق عمل للوصول إلى النتائج المتوقعة.
5 - التعلّم الذاتي: ينبغي أن
يتيح التعلم المدمج للمتعلم المتابعة بنفسه من
خلال ما قدم له في أثناء عملية التواصل وجهاً لوجه أو
ما وجد إلكترونياً.
6 - المعلومات المناسبة: على
المدرس أن يوجه الطلبة ويرشدهم إلى جميع
قنوات الدمج كالانترنت والاستماع التقليدي والقراءة العادية
والالكترونية......الخ للوصول إلى المعلومات والمعارف والإجابة عن تساؤلات الطلبة
بغض النظر عن المكان والزمان لدى المتعلم.
7 - إعادة
إرسال المعلومات مراراً: على المدرس إعادة إرسال المعلومات
بقنوات تعليم مختلفة للطلبة، كأن يقدم المدرس درساً تقليدياً
في الصفوف العادية، ومن ثمّ تعطى هذه المعلومات للطلبة إلكترونياً كـ (CD) أو على
صفحات الانترنت Web أو ....الخ.
8 - تصميم
مهام وبدائل تعليمية تناسب الاختلافات بين المتعلمين.
9 - عملية التواصل: إن هذه
العملية في غاية الأهمية لأن المدرّس يعد
المرشد والموجه للمتعلم، لذا من أركان نجاح هذه الاستراتيجية
أن يقوم المدرّس بتوجيه سلوكيات المتعلم وأعماله وتوقعاته، وما يحتاج إليه
من أدوات وتقانات، سواء وجهاً لوجه أو عن طريق الاتصال الافتراضي.
خامساً : مشكلات التعلم المدمج
للتعلم المدمج مشكلات عدة نأتي على أهمها:
- عدم النظر
بجدية إلى موضوع التعلم المدمج باعتباره استراتيجية جديدة
تسعى لتطوير العملية التعليمية التعلمية.
- صعوبة
التحول من طريقة التعلم التقليدية التي تقوم على المحاضرة
بالنسبة للمدرس، واستذكار المعلومات بالنسبة للطلبة
إلى طريقة تعلم حديثة.
- مشكلة
اللغة: فغالبية البرامج والأدوات وضعت باللغة الانكليزية،
وهذا ما يوجد عائقاً أمام الطلبة للتعامل معها بسهولة
ويسر.
- المعيقات
المادية: كنقص الحواسب والبرمجيات والشبكات ، وارتفاع
أسعارها نوعاً ما.
- المعيقات البشرية. كعدم توفر الأطر المؤهلة
والخدمات الفنية في المختبرات، وغياب برامج التأهيل والتدريب للطلبة بصورة عامة.
- المنهاج
أو المادة الدراسية: والتي ما تزال
مطبوعة ورقياً، لذا ينبغي تحويلها إلى ملفات الكترونية يسهل التعامل معها.
- عدم وجود
الكفاءة بين أجهزة الطلبة التي يتدربون عليها في منازلهم.
- صعوبات
التقويم ونظام المراقبة والتصحيح والغياب.
سادساً : خلاصة
يعد التعلم المدمج استراتيجية
جديدة تجمع بين الطريقة التقليدية في التعلم
والاستفادة القصوى من تطبيقات تكنولوجيا المعلومات الحديثة لتصميم مواقف
تعليمية تمزج بين التدريس داخل الصفوف الدراسية والتدريس
عبر الانترنت. وتتميز بالعديد من الفوائد تتمثل في اختصار الوقت والجهد والتكلفة،
إضافة إلى إمكانية تحسين المستوى العام للتحصيل الدراسي، ومساعدة المدرس والطالب
في توفير بيئة تعليمية جذابة في أي مكان وزمان ودون حرمانهم من العلاقات الاجتماعية
فيما بينهم أو مع مدرسيهم.
كل التقدير والإحترام لكم
أخوكم/أ.عبدالعزيز طامي إبراهيم عسيري
AzozAseeri@hotmail.com
تحياتي للجميــــع
0 التعليقات:
إرسال تعليق
الله يوفقكم جميعاً